بالتأكيد لن تكون تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية هي اﻷخيرة في العالم. ولكن مشاركة تفاصيلها سيقلل من خوف عشرات السيدات اللواتي أصبحن على وشك الولادة. لذلك سأنقل اليوم للأمهات الحوامل قصة ولادتي الطبيعية بعد قيصريتين مع متابعة ما حدث معي في الأشهر التالية.
الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية
قبل كل شيء تعد الولادة الطبيعية أو المعروفة بالمهبلية هي الإجراء المتوقع والاعتيادي لكل امرأة حامل. إذ قد تترافق في بعض الأحيان مع تناول مسكنات الألم والتدخل الطبي. ولكن هل جميع الحالات الطبية للنساء الحوامل تسمح بالولادة الطبيعية؟ بالتأكيد لا. لأن العملية الجراحية في الولادة القيصرية ستكون ضرورة لا مفر منها عندما تهدد الولادة المهبلية صحة الأم أو الطفل. على أي حال توجد العديد من الاختلافات بين كل من الولادتين الطبيعية والقيصرية. لذلك إليك أهم الفروق وفقاً للمراحل الآتية:
مكان الولادة ومدتها
تمتلك المرأة الحامل خيارات عديدة عند اتخاذ القرار الطبي بالولادة الطبيعية المهبلية. إذ يمكن إجراؤها في المستشفى أو المركز الطبي أو في المنزل. في حين لا تجرى الولادة القيصرية إلا في المستشفيات. أما بالنسبة إلى المدة المتوقعة لكل من نوعي الولادة فغالباً ما تستغرق الولادة الطبيعية ساعات طويلة. وذلك كله مقابل 45 دقيقة فقط في الولادة القيصرية.
إجراءات الولادة
تمر المرأة الحامل خلال الولادة الطبيعية بثلاث مراحل من المخاض هي المبكرة والنشطة والانتقالية. إذ تحتاج جميع المراحل إلى مراقبة الممرضة والطبيب عبر مجموعة من الإجراءات الطبية كقياس عنق الرحم. باختصار عندما يصبح الوضع الطبي للأم جاهزاً للدفع يتدخل الكادر الطبي وهنا يتحرك الطفل في قناة الولادة. وبالتالي يولد الطفل مع معاناة الأم بعد ذلك من تقلصات طفيفة استعداداً لإخراج المشيمة.
بينما الولادة القيصرية تختلف كلياً من حيث الإجراءات الطبية وضرورة وضع الأم تحت التخدير العام. إذ تعتمد بشكل كامل على الجراحة التي تلجأ إلى إحداث شق في البطن والرحم لإخراج المولود. بالإضافة إلى قطع الحبل السري وإزالة المشيمة وإغلاق الشق من جديد.
فترة التعافي
تتراوح مدة الشفاء بعد الولادة الطبيعية بين 3 إلى 6 أسابيع على الأكثر. وذلك كله بالاعتماد على الإجراءات الطبية في أثناء الولادة كالتمزق والحاجة إلى بضع الفرج. على أي حال سيكون التعافي من الولادة القيصرية أشبه بأي عمل جراحي آخر. إذ يتطلب المكوث في المستشفى وتحت الرعاية الطبية لأول أربعة أيام مع وجود صعوبة وآلام عند التنقل. وبالتالي لن يبدأ الأمر بالتحسن من حيث اختفاء التقلصات الخفيفة أو النزيف أو الإفرازات إلا بعد 6 أسابيع من الراحة. باختصار تتفوق الولادة الطبيعية على الولادة القيصرية من حيث سرعة الشفاء.
قد يهمك أيضاً: كيف اعرف اني حامل من نبض اليد بخطوات سهلة
تجربتي في ولادة طبيعية بعد قيصريتين
منذ عدة أعوام عندما علمت بوجود جنين على الطريق بدأت في سؤال نفسي هل يمكن الولادة الطبيعية بعد عمليتين قيصريتين؟ ولم يغادر ذهني طوال الوقت. وذلك كله لأنني شعرت أنه قد حان الوقت لاكتساب الشجاعة وخوض مغامرة الولادة الطبيعية بكل ما تحمله من أحاسيس عاطفية رائعة على الرغم من آلامها القوية. لذلك بدأت في استشارة الأطباء الأخصائيين وفي جميع زياراتي للعيادات الطبية تردد على سمعي أن المخاطر محتملة. إذ ذكروا أن الولادة الطبيعية بعد القيصرية الثانية قد تتسبب في تمزق الرحم. ولكن ذلك لا يحدث إلا عند وجود ندبة قيصرية قديمة لا تحتمل ضغوط المخاض.
كما يحذر الأطباء من إخضاع المرأة الحامل لولادة طبيعية بعد عدد كبير من الولادات القيصرية التي خضعت لها المريضة. فعلى سبيل المثال الولادة الطبيعية بعد ثلاث عمليات قيصرية ستكون بالتأكيد محفوفة بالمخاطر. أما نسبة نجاح الولادة الطبيعية بعد قيصريتين فهي تتراوح بين 60% إلى 80% وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة (NIH). إذ وضحت أن إجراء الولادة المهبلية هو الطريقة الأكثر أمانًا للمرأة التي خضعت لعملية قيصرية سابقة للولادة.
تفاصيل التجربة
على أي حال كانت ولادتي الطبيعية الثالثة بعد الولادات القيصرية أسهل بكثير من تجارب الولادة السابقة. وعلاوة على ذلك لم تحدث أي مضاعفات أو مشاكل في أثناء الولادة. قبل كل شيء بدأت تجربتي هذه المرة بشكل مختلف حيث وصلت إلى المستشفى في الساعة 9 صباحاً. وفي غضون 19 دقيقة فقط من الوصول خرج طفلي إلى الحياة. وبعد ذلك بنصف ساعة تقريبا بدأت بإرضاعه من ثديي.
ولكن ماذا عما جرى معي في أثناء المخاض؟ بدأت الانقباضات في الصباح وبسرعة لا تحتمل حيث كانت تأتي كل ربع ساعة تقريباً. لذلك اتصلت بزوجي ووالدتي على الفور لمساعدتي في الانتقال إلى المشفى. ثم استلقيت على ظهري للاسترخاء وحاولت قدر الإمكان تنظيم التنفس. ولكن الألم كان أقوى من أن يحتمل وبعد مساعدة عائلتي أصبحت أخيراً في غرفة العمليات حيث لم يكن هناك أي وقت لفحوصات ضغط الدم أو غيرها. لذلك اكتفى الكادر الطبي بإجراء دوبلر حول بطني من أجل تقييم معدل ضربات قلب الطفل.
باختصار لا يمكن وصف تجربة الولادة الطبيعية ببعض الكلمات فهي مختلفة كلياً عن أي شيء آخر عرفته كالولادة القيصرية. إذ تكونت في تلك الدقائق مجموعة من الذكريات سأعتز بها طوال حياتي.
قد يهمك أيضاً: ما هي علامات الحمل من العين وطرق بسيطة أخرى للتعرف على الحمل
تجارب الولادة الطبيعية بعد القيصرية
تروي آلاف السيدات حول العالم بعض القصص الملهمة عن تجارب ناجحة لولادات طبيعية بعد خوض مغامرة الولادة القيصرية. لذلك بعد عرض تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية ما رأيك في التعرف على تجارب أخرى؟
الولادة الطبيعية بعد القيصرية بأربع سنين
تتحدث السيدة إليزابيث فان كورت من وحي تجربتها عن الولادة الطبيعية بعد القيصرية الأولى وما واجهته خلال تلك التجربة الغنية بالأحداث.
باختصار تذكر السيدة أنها في الحمل الأول بعد 36 ساعة من المخاض المؤلم تحول طبيبها إلى خيار الولادة القيصرية. وبالتالي اضطرت إلى تأجيل حلمها في تجربة الولادة الطبيعية.
ولكن لم تنعدم فرصة إليزابيث في الولادة المهبلية فبعد أربع سنوات فقط علمت أنها حامل من جديد. على أي حال حاولت إليزابيث ممارسة جميع الأنشطة التي يمكن أن تساعدها في الوصول إلى حلم الولادة الطبيعية. على سبيل المثال مارست التدليك واليوجا باستمرار مع حضور فصول تعليمية عن تحضيرات ما قبل الولادة. وبالتالي ساعدت تلك الأنشطة في تسهيل الولادة الطبيعية بعد القيصرية بدرجة كبيرة. ونتيجة للإصرار بدأت في المخاض مع طفلها الثاني لمدة 3 ساعات فقط هذه المرة وفي النهاية حصلت على لحظة عاطفية للغاية انتظرتها منذ سنوات طويلة.
تجربة ولادة طبيعية بعد قيصرية بسنة
تضطر بعض النساء إلى إجراء العملية القيصرية بسبب وجود خطر الولادة المبكرة أو وضع الجنين غير المستقر في الرحم. على سبيل المثال تنقل إحدى السيدات تجربة ولادتها القيصرية لتوأم في الحمل الأول. إذ بقيت الرغبة في تجربة إحساس الولادة الطبيعية في ذهنها طوال الوقت. تقول: للأسف لم أشعر أنني قد ولدت ولم أكن حتى من بين أول من احتجزهم ولم أستطع المشي أو حمل طفلي في نفس الوقت.
ولكن بعد عام واحد فقط اكتشفت تلك السيدة حملها الثاني من خلال اختبار الحمل المنزلي. وانطلاقاً من هذه اللحظة بدأت تخطط لإجراء الولادة المهبلية والاستمتاع بشعور المخاض حتى في الأجزاء المؤلمة. لذلك قابلت طبيب النسائية وطلبت المشورة في مسألة الولادة المهبلية بعد ولادة قيصرية وكان الخبر السار أنها مرشح رائع. بالإضافة إلى أن فرصتها في الولادة الطبيعية جيدة مثل أي شخص يمر بالمخاض لأول مرة.
تجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية بخمس سنوات
تشير العديد من المراكز الصحية العالمية إلى أن الانتظار لمدة طويلة بين الولادتين سيجعل المهمة أكثر أماناً. على سبيل المثال يمكن أن تكون فترة 5 سنوات بين الولادة القيصرية اﻷولى وحملك الحالي فرصة ذهبية لخوض تجربة الولادة الطبيعية. وذلك كله للحفاظ على صحة الرحم وتجنيب المرأة المخاطر المحتملة من تمزق ندبة القيصرية السابقة خلال آلام المخاض ومراحل الولادة الطبيعية.
قد يهمك أيضاً: طريقة معرفة الحمل من رموش العين وهل هي من الطرق المضمونة؟
شد البطن بعد الولادة الطبيعية
أثبتت تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية أن ترهل البطن سيكون من النتائج المزعجة. لذلك بدأت في البحث عن حلول فعالة للتخلص من مشكلة البطن التي دمرت ثقتي بنفسي. باختصار بعد زيارة العديد من الأطباء توصلت إلى أفضل طريقتين لعلاج مشكلة البطن بعد الولادة الطبيعية:
جراحة شد البطن
يحتاج حل الجراحة إلى الانتظار لمدة ستة أشهر أو أكثر بعد الولادة كي تصبح العملية الجراحية آمنة وذات نتائج أفضل. بالإضافة إلى ذلك ينصح الأطباء بضرورة مراعاة الأمور الآتية قبل تحديد موعد جراحة شد البطن:
- إنهاء فترة الرضاعة الطبيعية. لأن المسكنات التي توصف عادة بعد إجراء العلميات تضر الطفل بسبب وصولها إليه عن طريق الحليب.
- اتباع نظام غذائي متوازن من خلال التحكم بالسعرات الحرارية وتناول وجبات الطعام الصحية الغنية بالعناصر المغذية.
- ممارسة التمارين الرياضية التي تحسن الحالة المزاجية وتزيد الطاقة.
وهكذا يضمن الطبيب لأي سيدة تريد إجراء عملية شد البطن الحصول على جسد رشيق يمكنها من ارتداء الجينز كما كانت قبل الحمل. على أي حال ينصح الأطباء وأخصائيو التغذية بعد إجراء عملية الشد بضرورة ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي واتباع ريجيم مناسب. وذلك كله للحفاظ على نتائج شد البطن ونحت الجسم والحصول على وزن مثالي.
قد يهمك أيضاً: أسرع طريقة لمعرفة الحمل قبل الدورة بطرق منزلية بسيطة
حزام شد البطن بعد الولادة الطبيعية
على الرغم من قلة الأدلة العلمية التي تثبت الجدوى من استخدام أحزمة ما بعد الولادة إلا أن انتشارها ما زال مستمراً في مختلف المجتمعات. إذ لا تخلو أي عائلة من امرأة استخدمت بشكل تقليدي ومتوارث أحزمة ما بعد الولادة. وبالتالي هذا ما جعل آلاف السيدات تتساءل على مواقع السوشيال ميديا عن حزام ما بعد الحمل وعن دوره في تصغير كيس البطن. لذلك إليك كيف ساعدني حزام ما بعد الولادة في تصغير حجم البطن؟
- تقليل الدهون المتراكمة في منطقة البطن.
- تصغير حجم عضلات البطن.
- دعم الأعضاء الداخلية.
- دعم الظهر وتقليل آلامه.
- الإحساس براحة أفضل للحركة بعد الولادة.
وفي الختام على الرغم من وجود تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصيرية ما زالت معظم النساء – حسب الإحصائيات الأخيرة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC- اللواتي خضعن لعملية قيصرية في المرة الأولى تخترن تكرار العمليات القيصرية. باختصار تشكل تجارب الولادة المهبلية حوالي 13% فقط من نسبة الولادات بعد أول عملية قيصرية.
قد يهمك أيضاً: 7 نصائح لتنحيف وشد شكل البطن بعد الولادة الطبيعية